زيارتنا إلى مرصد القطامية الفلكي + ليلة رصد فلكي (وحدة الفضاء)


أكرمنا الله تعالى بزيارة إلى المرصد الفلكي بالقطامية. وهي رحلة لطالما أردت الذهاب إليها بصحبة (جنى) لتكون جولة ميدانية عملية وتتويجًا لرحلتنا على مدار الأشهر السابقة في مراقبة السماء وتتبع حركة النجوم والكواكب وأطوار القمر بالعين المجردة فقط.
🌟
ففي الأشهر السابقة ولمدة عام تقريبًا بدأ اهتمام (جنى) يتنامى بمعرفة النجوم والكواكب وحركة القمر، فكُنا كل يوم تقريبًا نصعد إلى سطح المنزل أو نذهب إلى حديقةٍ مجاورة لنراقب حركة النجوم، حتى ألفناها وتعرفنا على مواضع الكثير منها، وتعرفنا على أسمائها وأبهرتنا كوكباتها. ومع دخول الخريف والشتاء لا زلنا نراقب السماء كل يوم حيث نشاهد كوكبات نجوم الشتاء الرائعة المتلألئة التى تُرى بالعين المجردة دون عناء.
🌟
ورغم أني كنتُ أود الذهاب إلى محمية وادي الحيتان بدلًا من مرصد القطامية حتى يكون الظلام أشد وتكون النجوم ألمع بعيدًا عن التلوث الضوئي المنتشر بالمدن، ورغم أني كنتُ أود الذهاب في أيام الصيف وليس الخريف حتى نستطيع رؤية أقمار المشتري وحلقات زحل وذراع المجرة، إلا إنه لم يتيسر لنا ذلك، فالحمد لله أننا استطعنا الذهاب إلى هذه الرحلة بدلًا من لا شيء.

في ذلك اليوم المحدد للرحلة كانت السماء غائمة تمامًا، وصلنا إلى هناك بعد العصر وكان الجو شديد البرودة والطريق شديدة الوعورة. سلكنا طريق العين السخنة (وشاهدنا بالمناسبة العاصمة الإدارية الجديدة فهي قريبة من هناك) ثم دخلنا إلى طريق طويل وسط الصحراء وبين الجبال، حتى وصلنا إلى موقع المرصد ولشد ما أدهشني عدم وجود أي حراسةٍ هناك. مبنى كبير للتليسكوب والمعدات الملحقة به ومباني ملحقة صغيرة عبارة عن غرف للنوم وحمامات وقاعة لعقد الندوات.


استمعنا في البداية إلى شرح تفصيلي عن المرصد والتليسكوب وكيفية عمله وأهميته عالميًا والإنجازات التي حققها المرصد في مجال الرصد الفلكي. ثم استمعنا أيضًا لشرح تفصيلي مختصر عن السماء والفلك والأبراج والنجوم وقام المختصون بتوضيح أنه لا يوجد علاقة إطلاقًا بين النجوم والكوكبات وبين مزاج الأشخاص المولودين في مواعيد ظهور تلك الأبراج (وهي نقطة جديدة سنتعرض لها لاحقًا في الدروس الدينية الخاصة بوحدة الفضاء).

وهذه صورة للتليسكوب من الداخل:


ثم بعد ذلك انتظرنا لبعض الوقت ونحن ندعو الله تعالى أن يزيل تلك الغيوم حتى نتمكن من الرصد بالتليسكوبات، والحمد لله فعند الساعة التاسعة مساءً زالت كل الغيوم وأصبحت السماء صافية تمامًا، فاستطعنا باستخدام التليسكوبات الصغيرة مشاهدة القمر وبعض النجوم والسدم (مثل سديم الجبار).


ثم راقبنا على مدار الليل تحرك النجوم وتعرفنا على كوكبات أخرى لم تكن تظهر لنا بالعين المجردة وسط أضواء المدينة (مثل كوكبة الأرنب وكوكبة الأسد التي لم يكن يظهر لنا منها إلا نجم المليك فقط). 

للاطلاع على الدرس الخاص بالكوكبات النجمية، يرجى زيارة (هــــذا الرابـــــط).

كان الأمر ممتعًا ومثيرًا بالنسبة إلى جنى، فقد كانت تلك هي المرة الأولى التي تشاهد فيها تليسكوبًا، وتنظر من خلاله وترى القمر بهذا الوضوح كما يظهر في الصورة التالية:


كانت تلك الزيارة تطبيقًا عمليًا أخيرًا ومميزًا قبل الدخول في الدروس النظرية لشرح المجموعة الشمسية وكواكبها والكوكبات وغيرها.

يمكنكم الاطلاع على جميع الدروس الخاصة بـ(وحدة الفلك والفضاء)





هناك تعليق واحد: