(10) المعالم الأثرية والمعمارية حسب القارات

أكتوبر 04, 2020


ننتقل في هذا الدرس إلى محور جديد من محاور الجغرافيا وهو عن 
أهم المعالم الأثرية والتاريخية والمعمارية في كل قارة.

ولكن قبل أن نبدأ في التعرف إلى تلك المعالم الأثرية والمعمارية، لا بد من 
وقفة -بل وقفات- مهمة للغاية؛ 
نؤصلها في البداية، ونتدارسها مع الطفل، ونغرسها في نفسه؛ وهي كما يلي:

(1) عدم التحدث أمام الطفل بشيء من التعظيم أو الإجلال لتلك الآثار والمعالم، أو الانبهار بها كما يفعل البعض. بل عند الحديث عنها وشرحها، نجعل أسلوبنا عاديًا طبيعيًا دون إظهار أي تأثر بها.

(2) التذكير بما تعلمناه سابقًا عن التضاريس الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالى لنا، ثم الوصول إلى نقطة أن الله سبحانه وتعالى كرّم الإنسان ومنحه عقلًا مفكرًا قادرًا على التفكير والإبداع ولذا استخدم الإنسان هذا العقل واستطاع إنشاء مثل تلك المعالم والآثار التي بقي بعضها موجودًا حتى الآن منذ آلاف السنين.


(3) ومن ثم ندخل على هذه النقطة المهمة ألا وهي أن الإنسان -مثل قوم عاد وقوم ثمود وقوم فرعون، وغيرهم- بدلًا من شكر نعمة الله عليه أن يسّر له وألهمه صنع تلك الأشياء، استكبر وطغى وتكبر وكفر بأنعم الله سبحانه وتعالى؛ كما قال الله عز وجل في قرآنه الكريم: "فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً" [فصلت:15]. وكذا فعل فرعون وثمود وغيرهم؛ كما أخبرنا بذلك ربنا جل وعلا في سورة الفجر: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ . إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ . الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ . وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ . وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ . الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ . فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ". فكان عاقبتهم جميعًا أن الله سبحانه وتعالى أهلكهم ودمرهم، فلم تغنِ عنهم قصورهم تلك ولا معابدهم ولا قوتهم شيئًا لما جاءهم العذاب من الله تعالى. وسأُفرد درسًا خاصًا بهذه النقطة تحديدًا في نهاية هذا المحور بإذن الله تعالى.