مـــدخـــل:
قال ابن القيم -رحمه الله-: "وليست حاجة الأرواح قط إلى شيء أعظم منها إلى معرفـة باريهـا وفاطرهـا، ولا سبيـل إلى هـذا إلا بمعرفـة أوصافـه وأسمائـه، فكـلما كان العبـد بها أعـلَمَ، كان بـالله أعـرف، وله أطـلب، وإليه أقـرب، وكلما كـان لها أنـكر، كان بالله أجهـل، وإليه أكـره، ومنه أبعـد، والله يُنزل العبـدَ من نفسه حيث يُنزلـه العبدُ من نفسه، فالـسير إلى الله من طريق الأسمـاء والصفات شـأنُه عَـجب، وفتحه عـجب، صـاحبُه قد سِيقَتْ له السعادةُ وهو مستلقٍ على فراشه غَيرَ تَعِـب..." ا.هـ
في هذه الليالي المباركة من شهر رمضان، ندعو الله سبحانه وتعالى باسمه (المجيب).. فاللهم يا مجيبَ الدعوات ويا قاضيَ الحاجات استجب لدعائنا وتقبّل منّا واقضِ حاجاتنا وفرّج عنّا ما نحن فيه.. يا سميع يا مجيب
أنشطة درس اسم الله (المجيب) والمصادر المستخدمة:
جميع المصادر التي أستخدمها لتعريف الأطفال بأسماء الله الحسنى ذكرتها في هذه التدوينة (مـــن هـــنـــا)
وأنتقي منها في كل درس، وليس حتمًا أن أستخدمها كلها.
- التعرف على معنى الاسم، ومواضع وروده بالقرآن والسنة، ودراسة الآثار الإيمانية لاسم الله (المجيب).
ورد اسم الله المجيب في القرآن الكريم مرة واحدة فقط في قوله تعالى: {إنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود:61].
و(المُجيب): اسم فاعل من (الإجابة)، والإجابة صفة فعلية ثابتة لله تعالى بالكتاب والسنة.
فهو سبحانه الذي يجيبُ الداعِ إذا دعاه، ويُغيثُ الملهوفَ إذا ناداه. يسمع دعاء الداعين، ويجيب سؤال السائلين، ولا يُخيّبُ مؤمنًا دعاه، ولا يردُّ مسلمًا ناجاه.
الآثار الإيمانية للإيمان بأن الله هو (المجيب):
- يقوى يقين العبد بالله سبحانه وتعالى؛ فهو وحده الذي بيده ملكوت وخزائن السماوات والأرض.
- ثقة المسلم بربه الكريم الجواد المحسن الذي يسمعه ويستجيب دعاءه مهما عظُم أو كثُر.
- حسن الظن بالله تعالى لأنه سبحانه الذي يكشف عنا الضر ويجيب دعوة المضطر. وهذه الأنشودة (نغمة هاتف والدهم) تذكرناها ونحن ندرس عن اسم الله المجيب، وفيها ذكر اسم الله (المجيب):
ولـي أمـلٌ بـربّـي لا يَــخِـيــبُ *** وشمسُ الـفَـأْلِ عندي لا تغِـيبُ
فمـا لي غـيـرُهُ إن مَـسَّ ضـرٌّ *** وحسْـبي أنّهُ الــبَـرُّ المُــجــيــبُ
تَدَاعى مـنْ جيـوشِ الهَـمّ جـندٌ *** وضـاقَ الصَّدرُ وارتفعَ النَّحِـيـبُ
فقلتُ: "الله"؛ فانزَاحَتْ همومي *** بـهِ الآلامُ إنْ عظُمَـتْ تَطِـيـبُ
- استذكار المواضع في القرآن الكريم التي وردت فيها كلمات إجابة الله تعالى لدعاء الداعين وسؤال السائلين من الأنبياء والمؤمنين.
(فاستجبنا له) >> وردت في 4 مواضع في قصص الأنبياء عليهم السلام في سورة الأنبياء. وردت بعد دعاء سيدنا نوح، وأيوب، ويونس، وزكريا عليهم السلام.
مررنا سريعًا على الآيات واستذكرنا قصصهم والمواقف التي دعوا فيها الله سبحانه وتعالى وتضرعوا له وسألوه من أمور الدين والدنيا، فحقق الله سبحانه وتعالى لهم سؤلهم ومرادهم، واستجاب لهم، ولم يردهم خائبين.
- وبما أن اسم الله المجيب مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالدعاء؛ تعلمنا عن الدعاء وأنه عبادة ولا ينبغي صرف العبادة لغير الله تعالى، فلا ندع أحدًا غير الله سبحانه وتعالى، كما أكدنا على شروط وآداب الدعاء، وموانع استجابة الدعاء، وغيرها من المسائل المتعلقة بالدعاء.
ويمكن التعرف على شروط الدعاء لكي يكون مستجابًا عند الله تعالى
تعرفنا أيضًا على الفرق بين دعاء العبادة ودعاء المسألة.
