هل يوجد صحابي اسمه مُحمد؟



وعدتكم أن أقص عليكم حوارنا الآخر الذي نفتحه أثناء تناولنا للطعام ونحن نسمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على (قناة السنة النبوية)..

الحوار السابق كان عن (العبادلة الأربعة)، وتجدون مضمونه في تدوينة سابقة

- تلك المرة ابتُدِئ الحديثُ بقوله: "عن أم حبيبة رضي الله عنها"..

قلت لهم: من هي أم حبيبة؟ وما اسمها؟
قالوا: زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.. اسمها رملة
قلت: رملة بنت مَن؟
قالوا: رملة بنت أبي سفيان (رضي الله عنهما)

قلت لهم: فمن أخوها؟
إنه (خال المؤمنين)..
وأحد الصحابة الذين كتبوا الوحي..
هو أول خلفاء الدولة الأموية..

... يُفكرون ...

قلت: اسمه يبدأ بحرف الميم المضمومة..
وبدأت التخمينات..
قالوا: مُعاذ؟ أكيد لا.. اسمه معاذ بن جبل
طيب.. مُحمد؟
ثم قالت جنى: ماما.. هل يوجد صحابى اسمه محمد على اسم الرسول؟

قلت لها: سؤال جميل.. نعم، يوجد صحابي اسمه (محمد بن مَسلَمة) سأحكي لكم قصته لكن بعد أن تتوصلوا لإجابة السؤال السابق أولا.. من هو أخوها؟؟ هيا بسرعة.. ركزوا قليلا..
قلت لهم: يوجد كتاب اسمه (مَن سَبَّ... فأُمه هاوية) لأن الرافضة يسبونه ويبغضونه وهذا الكتاب في الرد عليهم..

بعد هذا التلميح توصلوا للإجابة..
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

أحسنتم صغيراتي.. وذكرت لهم بعضًا من فضائله رضي الله عنه..


==========

قالوا: احكي لنا عن الصحابي الذي اسمه (محمد)..
قلت: هو (محمد بن مسلمة) ولقبه (حارس الرسول)..
كان أنصاريًا من المدينة.. قويًا شجاعًا لا يهاب الموت..

حضر الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يحرسه في غزوة أحد..

أما أشجع مواقفه فذاك الموقف الذي قتل فيه رأس اليهود (كعب بن الأشرف) في مغامرة ومخاطرة كبيرة..

تحمسوا وقفزوا من على الكراسي: احكي احكي يا ماما..

وكي أختبر حماسهم قلت:
أنا كتبت مقالة قبل ذلك على موقع طريق الإسلام عنه.. ابحثوا عنها واقرؤوها أفضل..
تعالت الصيحات: لا لا يا ماما.. احكيها أنت نحب أن نسمعها منكِ 

قلت:
كان كعب بن الأشرف هذا يهوديًا شاعرًا يؤذي الله والنبي صلى الله عليه وسلم بشعره ويهجوه..

فقال النبي صلى الله عليه وسلم يومًا: "مَن لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله؟"
يعني: من يقدر على قتل هذا اليهودي الخبيث ليريحنا منه ومن شره العظيم؟

فقام (محمد بن مسلمة) وقال للنبي صلى الله عليه وسلم (أنا لها يا رسول الله)..
لكنه طلب من النبي أن يأذن له بقول بعض الكلام في حقه (يعني يذم النبي أمام اليهودي).. لكي يخدع ذاك اليهوي.. فأذِن له النبي..

وذهب محمد بن مسلمة إلى كعب بن الأشرف وقال له أنهم (الأنصار) تعبوا من طلبات النبي لهم بالصدقة وأنهم لم يعد لديهم مال يكفيهم ولا طعام يغنيهم.. وطلب منه أن يقترض منه بعض الطعام..

فأعجب ذاك اليهودي بكلام محمد بن مسلمة.. وقال لهم (فيما معناه):>> "إحنا قلنا لكم ونصحناكم ما تؤمنوش به وإنتوا اللي ما سمعتوش الكلام.. تستاهلوا اللي حصل لكم)..
المهم أنه وافق على إقراضهم مقابل رهن ما..

وهنا كانت خطة محمد بن مسلمة.. 
بعد النقاش قال له: سنترك عندك سلاحنا كرهن.. فوافق

قالوا: ما الخطة في ذلك؟

قلت: لأنهم إن دخلوا حصنه.. (وكما تعرفون فاليهود كانوا يقيمون في الحصون).. إن دخلوا بسلاح.. فسيشك الجميع فيهم ولن يتمكنوا من الدخول وقتله.. لكنهم إن اتفقوا على أن السلاح هو الرهن.. فسيتمكنون من الدخول ولن يشك فيهم أحد..

وبالفعل جاء إليه محمد بن مسلمة مع صحابة آخرين في الموعد المتفق عليه.. فدخلوا بسلاحهم وتمكنوا من قتله وخرجوا وعادوا سالمين.. واستراح المسلمون منه ومن أذاه..


==============

أحبوا تلك القصة..
وهكذا ننتقل من قصة إلى قصة بسهولة ويسر..

وسبحان الله.. فقد كتبت منذ سنوات عديدة على موقع طريق الإسلام والمنتدى مقالًا عن (محمد بن مسلمة) ومقالًا آخر عن (معاوية بن أبي سفيان)..

رابط مقال عن محمد بن مسلمة >> (مـــن هـــنـــا)

رابط مقال عن معاوية بن أبي سفيان >> (مـــن هـــنـــا)

وسبحان من جمع حكايتهما معًا في نفس سياق حوارنا في حديث كان مبدؤه (أم حبيبة)..
رضي الله عن صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم وجمعنا بهم في جنات النعيم

===============

حكاية الصورة:

وجدت السلسلة (صحابة دخلوا مصر) من إصدار دار (المبدع الصغير)
تباع على صفحة (دكان موكا).. وفيها معاوية ومحمد رضي الله عنهما
فطلبتها على الفور للصغيرات..
معلوماتها مبسطة جدًا..

وللأمانة المقالات التي كتبتها مفصلة عنها (هتقولوا: مين يشهد للعروسة )..

حتى إن حكاية قتل كعب بن الأشرف ليست مفصلة على الإطلاق في الكتاب.. ولكنها مع ذلك مناسبة للصغار..

تتكون من 10 كتب، وكل كتاب منهم صغير الحجم جدًا (8 صفحات فقط)
كل كتاب يحتوي على بطاقة تعريفية بالصحابي في البداية.. فيها اسمه وكنيته ولقبه وعمره أولاده وزوجاته والمعلومات الرئيسة عنه
ثم سيرة مختصرة ومبسطة عنه
ثم بالنهاية أم الدروس المستفادة من سيرته
وسعر السلسلة زهيد للغاية