قصة "السلامة يا سلامة" لغرس مفهوم التقوى والورع عند الأطفال


السلامة يا سلامة 

عندما رأيت غلاف القــصة لأول مرة (وكان إصدارها وقــت عيد الأضحى تــقــريبًا) ظننت أنها ربما تــتــحدث عن خراف العيد والأضحية..

ثم تــمعنت قــليلا في الرسوم على الغلاف: خراف وراعي صغير وعنوان عن السلامة، فقــلت ربما تــحكي قــصة (الراعي الكـذاب) الشهيرة ولكن بطريقــة أخرى..

ثم لما وصلتــني القــصة اكتــشفت أنها لا تــتــحدث لا عن هذا الموضوع ولا عن ذاك؛ بل عن موضوع آخر أهم بكثير، وتــشرح حديثًا نبويًا من أحب الأحاديث إلى قــلبي، وهو من أهم الأحاديث التــي عليها مدار الإسلام.. إنه حديث (الحلال بيّن والحرام بيّن)..


أحداث القــصة:

يتــجول الراعي الصغير (سلامة) بغنماتــه الثلاثة كل يومٍ في المراعي الخضراء الواسعة.. يأكلون ويمرحون ويلعبون في أمانٍ وسعادة وبلا قــيدٍ أو شرط..

وفي يومٍ من الأيام، يلمح (سلامة) مكانًا جميلًا واسعًا مليئًا بالثمار والخيرات بالقــرب من قــصرٍ كبير.. يفكر الراعي الصغير في أنه لا بأس إن اقــتــرب مع غنماتــه من هذا المكان قــليلا لينعم بمشاهدة هذا المنظر الجميل..

يخال أن غنماتــه قــد ملأت بطونها وشبعت من المراعي الأخرى، ويتــصور أنها لن تــدخل هذا المكان المسيج أبدًا ولن تنشغل به.. ولكن ويا للأسف، تــصوره غير صحيح، وتــبدأ الغنمات في محاولة الأكـل من ثمار هذا المكان، والعبث بخيراتــه..


يظل يبعدهن وينهرهن ويخبرهن أن المكان ليس ملكهم، وهنّ يختلقن الأعذار والحجج الواهية، ويظل يبعدهن محاولًا أقــصى ما بوسعه حتــى يدركه التــعب، ويغـط في نومٍ عميق تــحت إحدى الأشجار، وعندما يستــيقــظ يجد المفاجأة..


صحيح كما تــوقــعتــم.. لقــد دخلت الغنمات هذا المكان وأكلت منه وخربتــه تــمامًا، وجاءه أصحاب القــصر يوبخونه، وأخذوا الغنمات الثلاث تــعويضًا عما حدث بالبستــان..
كيف سيتــعامل الراعي الصغير مع هذا الموقــف؟ وكيف سيتــمكن من استــرداد غنماتــه؟ وماذا سيتــعلم من هذا الدرس القــاسي؟ هذا ما نتــعرف عليه في بقــية القــصة.




هدف القصة:

كما هي العادة مع إصدارات (كتــب شيرين)، فإن القــصة تــتــناول قــيمة وخلقــًا جميلًا في إطار قــصصي جميل وتــنقــله إلى الصغار بشكل سهل وميسر..

الخُلُـق الذي تــدور حوله أحداث هذه القــصة هو (التــقــوى) و(الورع).. وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن"..





رسوم القصة:

جميلة ورقيقة ومعبرة، لكن وددت لو أن زاوية الرسم كانت أوسع وأعرض وخاصة عند مشهد حديقة القصر الكبير؛ إذ لم تظهر الرسوم الشكل الواضح لتلك الحديقة ككل، ولم يتضح تمامًا كيف أنها مسيجة ومحاطة بسور لمنع دخول الغرباء.. القصد أنها لم تظهر شكل (الحِمى.. حِمى الملك) كما يجب أن يكون.


لكن الرسوم في الصفحة التي غط فيها الراعي في النوم رائعة جدًا.. وكأنك تسمع الرسوم.. تحاول الغنمات عدم إحداث ضجيج بالقرب من الراعي الصغير عندما نام كي تتجول على راحتها في البستان.. إحداهن تدوس على غصن ويصدر صوتًا فتوبخها الأخرى وتطلب منها السكون.. والغنمة الثالثة تحرص على ألا يستيقظ.


ملحقات القصة:

- بازل مكون من 24 قطعة لمشهد من مشاهد القصة، والصفات التي يتصف بها المتقون


- 10 صفحات بنهاية القصة متضمنة لمجموعة من الأنشطة مع شرح الحدث

- نشاط لمعنى الحديث ونشاط يطلب من الطفل كتابة أو رسم الأشياء الحلال والحرام والمشتبهات

- نشاط لترتيب مشاهد القصة، مرفق ورقة يقصها الطفل ويرتبها


- نشاط القلب؛ الأعمال التي تصلح القلب والأعمال التي تفسده. مرفق ورقة بها أسماء تلك الأعمال.. يقصها الطفل ويلصقها بالمكان المناسب

- نشاط صفات المتقين؛ ومرفق ورقة بها الصفات يقصها الطفل ويلصقها في المكان المناسب


- ونشاط لتلوين شخصيات القصة



كيفية استخدامنا للقصة والأنشطة:

- شرحت لهما الحديث واستفضنا في ذلك، وذكرت لهما مواقف بعض السلف في التقوى والورع


- كلمات القصة كلها كانت مألوفة لهن ما عدا ثلاث كلمات هي: (جفلت) و(غُثاء – وهو اسم إحدى الغنمات) و(غثَّت – فعل ماضٍ).. أوضحت لهما معنى كلمة (جفلت)، وكانوا يعرفون من قبل كلمة (غثاء) ويعرفون معناها وأثناء الشرح تطرقنا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي وردت فيه هذه اللفظة (غثاء كغثاء السيل).. ثم سألتهم عن مدى مناسبة استخدام تلك اللفظة في تسمية الغنمة ومدى صحة الكلمة الأخرى (غثَّت) ومناسبتها للموضوع.. ترددن قليلًا في الإجابة..

أخبرتهنّ أنه من وجهة نظري أن اسم (غثاء) لم يعجبني إطلاقه على الغنمة، وكذلك لفظة (غثَّت) ليست مناسبة للموضوع، وأنه ربما كانوا يقصدون بها كلمة (ثُغاء) وهو صوت الخراف، و(ثَـغَـت) وهو فعل ماضٍ بمعنى (صاحت الغنمة أو أصدرت صوتًا).. تذكروا حينها أن صوت الخروف (ثُغاء) لكنهم عللوا استخدام الكاتبة لكلمة (غثاء) بأنها أسهل في النطق من كلمة (ثُغاء).. ولكن يبقى المعنى الأصح هو (ثغاء) و(ثغت).

- استخرجنا أغلب المظاهر اللغوية من القصة، وكذلك معاني المفردات والمضاد والجمع والمفرد... إلخ




صممت بعض الأنشطة الخفيفة لهما للتأكيد على حفظ متن الحديث كما يلي:

- نشاط كتابة الحديث بخط اليد: الكبيرة كتبته بخطها، والصغيرة طبعت لها ورقة بها الحديث بخط منقط وهي تمشي فوق الخط وتكتبه



- نشاط لترتيب جُمل الحديث: كتبت لهما كل جملة في مستطيل وخلطت الأوراق، وكان عليهما ترتيب الحديث بلفظه الصحيح



- نشاط الكلمات الناقصة: صممت لهما ورقة عمل بها الحديث بلفظه كاملًا مع حذف بعض الكلمات.. ووضعت تلك الكلمات في مربعات وقصصتها لهما، وكان عليهما وضع كل كلمة في مكانها الصحيح



- نشاط ترتيب أحداث القصة بالصور (هو نشاط مرفق مع القصة أصلًا كما ذكرتُ أعلاه وهو عبارة عن ورقة بها عدة مشاهد من القصة وعلى الطفل قصها ولصقها بالترتيب): طبعت منه نسختين إضافيتين، وطلبت منهما قص الصور ولصقها في الدفتر بالترتيب وكتابة جملة قصيرة تصف كل مشهد بحيث تكتمل وتصبح كتلخيص قصير للقصة (نشاط كتابي لتنمية مهارة الكتابة)



- نشاط القلب (نشاط مرفق مع القصة أصلًا كما ذكرتُ أعلاه): لم نلصقها في القصة، وإنما قصننا أوراق ملونة على شكل قلب كبير (قلبين لكل طفلة) قلب لصقنا به الأعمال التي تصلح القلب، وقلب لصقنا به الأعمال التي تفسد القلب، وتحدثنا عن تلك الأعمال، وشرحت لهما عنها بشكل مختصر.. وشرحنا آية (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)



- نشاط صفات المتقين (نشاط مرفق مع القصة أصلًا): عبارة عن ورقة بها عدة صفات من صفات المتقين مكتوبة داخل دوائر على شكل ثمار، ويقوم الطفل بلصقها فوق الشجرة.. 


- نشاط استخراج الآيات القرآنية التي تتحدث عن المتقين وصفاتهم وكتابتها في لوحة بخط جميل: لصقت الصغيرة الصفات في القصة، أما الفتاة الأكبر فلصقتها في الدفتر، مع كتابة آيات قرآنية استخرجناها تحتوي على صفات المتقين


- نشاط تمثيلي حسي لأحداث القصة: بالخامات المتوفرة صنعنا ما يشبه بستانًا محاطًا بسياج يمثل (الحِمى) وطبعنا صور شخصيات القصة ألصقناها على عيدان خشبية، ومثلنا بها أحداث القصة، وفهمنا من خلالها أكثر معنى (كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه)..


قالت جنى: "انظري يا أمي هذه المراعي التي ليست ملكًا لأحد العشب فيها يابس وقليلة الثمار (استخدموا رمال بلون أخضر باهت قريب للأصفر)، أما بستان الملك فالعشب فيه أخضر وكثير الثمار (استخدموا رمال بلون أخضر نضر)"..

فقلت لها: "صحيح، هذه مغرية وجذابة أكثر.. وهكذا هي المعاصي والمحرمات.. تكون مغرية وجذابة أكثر".




أعجبتنا القصة كثيرًا وخرجنا منها بالكثير من المعلومات والحكايات، وقضينا معها أوقاتًا جميلة ومثمرة، وتظل دار (كتب شيرين) متربعة على عرش هذا النوع من القصص الهادفة القيمة مع الأنشطة المميزة المرفقة بكل قصة، فجزاهم الله عن أطفال المسلمين خيرًا.




عدد صفحات القصة: 31 صفحة، بالإضافة إلى 10 صفحات أخرى تمثل الشرح والأنشطة.

الخط واضح وبالتشكيل، ولكن هناك بعض الأخطاء الإملائية وأخطاء بالطباعة (مثلا في أرقام الآيات الموجودة في نشاط صفات المتقين)، ولكنها يسيرة بالمجمل ولا تؤثر على المعنى العام.. ويا حبذا لو تخضع للمراجعة اللغوية والتحرير الأدبي لتخرج في أبهى صورة.


أريد ألا أطيل عليكم لكن من الأمور التي أعجبتنا في أحداث القصة: الحجج التي تحججت بها كل غنمة من الغنمات الثلاث عندما وبخها الراعي الصغير.. حجج كانت مضحكة وأضفت جوًا من الفكاهة على أحداث القصة، وأعجبنا فيها أن كل حجة انتهت بتلك النهاية (ــــاااااااااء) وكأنها تحاكي فعلا صوت الغنمات.. على سبيل المثال، قالت إحدى الغنمات معتذرة: "هاا! ماذا! معذرة، ظننتها سقطت من السماااااء".


فكرة القصة والقيمة التي نتعلمها منها والأحداث السلسة والأنشطة المميزة.. كلها جميلة ومميزة فعلا




قصة: السلامة يا سلامة
تأليف: نور الهدى محمد
رسوم: مريم شريف فاضل
إصدار: دار كتب شيرين
هنا صفحة دار كتب شيرين على فيس بوك:
https://www.facebook.com/sherinebooks

ويمكنكم تنزيل أوراق العمل التي صممتها للقصة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق