حكاية يوم التروية (الثامن من ذي الحجة) - مناسك الحج

- أمي.. أمي.. لقد أصبحت الكعبة شبه خالية!

أين ذهب الحجاج؟

= ملاحظة جيدة يا صغيري.. هل تعرف في أي يومٍ نحن؟

- نحن في يوم الجمعة!

= صحيح

وأي يومٍ من الشهر الهجري يوافق هذا اليوم؟

- يوم (الثامن) من شهر (ذي الحجة).. أنا أعد الأيام كل يوم منذ بداية هذا الشهر لأنني أنتظر يوم العيد بفارغ الصبر.

= أحسنت يا حبيبي.. وهل تعرف بماذا يُسمى هذا اليوم؟

- لا أعرفُ يا أمي!

= يُسمى (يوم التروية)

- وماذا يعني ذلك؟

= جاءت هذه التسمية بسبب أن الحجاج في الماضي كان يتروون (يعني يتزودون بالماء ويحملونه معهم من (مكة) إلى (مِنى))

- أنا أعرف مكة، ولكن ما هي (مِنى)؟

= (مِنى) مكانٌ يبعد عن مكةَ قليلًا، وفيه الآن الكثير من الخيام البيض التي تراها في الصور، يذهب إليه الحجاج في يوم الثامن من شهر ذي الحجة (يوم التروية).

- حقًا! وماذا يفعلون هناك يا أمي؟

= يذهبون إلى هناك بعد طلوع الشمس وقبل الظهر، ويصلون هناك الظهر والعصر والمغرب والعشاء (قصرًا)، ويبيتون هناك في الخيام، ويستيقظون لصلاة الفجر وبعدها يذهبون إلى عرفة.

- ما شاء الله! وما معنى (قصرًا) يا أمي؟

= هل تعرف كم عدد ركعات الظهر؟

- نعم، بالتأكيد. أربع ركعات.

= أحسنت، وعندما نصلي الصلاة (قصرًا) فإننا نصلي الظهر ركعتين فقط بدلًا من أربعة، وهكذا العصر والعشاء.. أما المغرب والفجر فنصليهما كما هما.

- ولماذا يفعل الحجاج ذلك يا أمي؟

= هذه (سُنة) النبي صلى الله عليه وسلم.. وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما حج حجة الوداع، ونحن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، ونتعلم منه مناسك وخطوات الحج.

- صلى الله عليه وسلم. لكني أرى بعض الحجاج ما يزالون عند الكعبة، فلماذا لم يذهبوا إلى (مِنى)؟

= لأن هذه الخطوة من خطوات الحج ليست (ركنًا) من أركان الحج، وليست (واجبًا) من واجبات الحج؛ فمن لم يفعلها فلا بأس ولا شيء عليه.

- نعم، فهمت. جزاكِ الله خيرًا يا أمي