كنا نتصفح أحد الكتب التي نجهزها لرمضان إن شاء الله.. فتوقفت الصغيرات عند هذه الصفحة، وفيها نشاط عن الأعمال المناسبة التي نستثمر فيها وقتنا خلال شهر رمضان..
من ضمن الأعمال المذكورة: "سأذهب مع أصدقائي بعد العشاء لنلعب معًا"
قالت الصغيرة: لا بأس أن نلعب بعد الصلاة طالما أديناها. أليس كذلك؟
أجبتها: بلى، لا بأس باللعب، وهو شيءٌ مباح؛ لكننا نتحدث هنا عن شهر رمضان، وعن استغلال الأوقات فيه. فهل نضيع الوقت باللعب؟
ابتسمتْ ولم تُجب.. كانت لا تزال مترددة
قلت لها: حسنًا، سأخبرك بمثال.. تعرفين الألعاب الإلكترونية التي نلعبها على الأجهزة المحمولة؟
أحيانًا تظهر لنا رسالة داخل اللعبة بوجود مكافأة عبارة عن وقت محدد تتضاعف فيه النقاط التي نربحها عند اللعب خلال هذا الوقت المحدد؛ فتتضاعف النقاط التي نربحها مثلًا ×5 (فتصبح 500 نقطة بدلًا من 100 نقطة)، وبعد انتهاء هذا الوقت المحدد، يعود تجميع النقاط إلى الطريقة الأصلية دون مضاعفة.. صحيح؟
قالت: نعم، صحيح. مثل لعبة كذا وكذا..
فقلت لها: إذن، وأنتِ تلعبين اللعبة حينها تحاولين جني أكبر عدد من النقاط ولا تضيعين الوقت؟ أم تغلقين اللعبة؟ أم تقولين لا أريد هذه النقاط؟
ضحكت وقالت: لا، ألعب لأجني النقاط المضاعفة.
قلت لها: هذا بالضبط مثلما يحدث في رمضان، ولله المثل الأعلى..
ينعم علينا ربنا سبحانه وتعالى بمضاعفة الأجر في رمضان، وفيه ليلة خير من ألف شهر، فهل يوجد عاقل يضيع هذه الفرصة حتى ولو في أشياء مباحة؟ هو وقت محدد وسينتهي، فلنستغله في الطاعات لنجمع المزيد من الحسنات.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"رَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ"؛
أي: خاب وخسر وذَل وعَجَز ولَصِق أنفُه بالتراب كل مَن أدرك شهر رمضان، فكسِلَ عن العبادة ولم يجتهِد ويشمر حتى انتهى الشهرُ فلم يَظفَر ببرَكةِ الشهر الكريمِ ولم يُغفَرْ له.
ابتسمت هذه المرة دون أثرٍ للتردد أو الشك على وجهها
بلغنا الله وإياكم شهر رمضان، وأعاننا في على الصيام والقيام وصالح الأعمال
-------------------------
الصفحة المذكورة من كتاب: "يومياتي في رمضان.. مفكرة رمضانية للأطفال"
من إصدار مركز إبصار/ مصر - دار أمجاد حنين/ السعودية
على مدونة رياض الجنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق