آخر ما ختمنا به دراستنا عن الفضاء هو الجانب الديني والذي هو أهم جانب بالتأكيد. وبالطبع كنا نتعرض لبعض الآيات والمواقف الدينية فيما يتعلق بالفضاء والكواكب والنجوم ونشأة الكون بالتحديد على مدار الأشهر السابقة.
لكنني آثرت تجميعها وإعادة التأكيد عليها وإثرائها بمزيد من المواقف، وترتيب تقديمها بطريقة متسلسلة لتكون مرجعًا إن شاء الله تعالى لمن أراد أن يستعين بها في تقديم الدرس لأطفاله، وخصوصًا أن موضوع نشأة الكون موضوعٌ شائك وغالبًا ما يتم تناوله في إطار علمي بحت دون ربط الطفل بمعتقده الإسلامي بهذا الخصوص أولًا وقبل كل شيء.
سأرتب النقاط التي تناولتها بالشرح خلال هذا الدرس، مع شرحٍ لكل نقطة إن شاء الله تعالى لكي تستفيد الأم وتتعرف على كيفية تقديم الدرس لأطفالها.
أولًا: نشأة الكون:
بدأت بسؤال الطفلة عن (كيف نشأ الكون؟) فأجابت: ربنا سبحانه وتعالى خلق كل شيء في الكون. فبدأتُ وقلت: في قديم الزمان لم يكن هناك هذا الكون الذي نعرفه، ولم يكن سوى الله سبحانه وتعالى الأول الذي ليس قبله شيء، ثم خلق الله تعالى الكون كله وكل ما فيه من نجوم وكواكب وشمس وقمر وأرض وجبال، ثم خلق الحيوانات والإنسان. وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن ذلك في القرآن الكريم فقال:
"إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (الأعراف:54)
وكذلك أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن نشأة الكون والحياة فقال في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم في صحيحه:
"خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَومَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الجِبَالَ يَومَ الأحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَومَ الاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ المَكْرُوهَ يَومَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَومَ الأرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَومَ الخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عليه السَّلَامُ بَعْدَ العَصْرِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ، في آخِرِ الخَلْقِ، في آخِرِ سَاعَةٍ مِن سَاعَاتِ الجُمُعَةِ، فِيما بيْنَ العَصْرِ إلى اللَّيْلِ".
وقمت بشرح الآية والحديث باستخدام المراجع الموثوقة مثل تطبيق (آية) للهواتف المحمولة، والاستعانة بموقع الدرر السنية الموسوعة الحديثية.
ثم تحدثنا عن الكيفية التي خُلق بها الكون وأخبرتها أنه لم يكن هناك إنسان موجود لنعرف كيف تم خلق الكون، ولذا فنحن لا يمكننا الجزم بما حدث حينها إلا من خلال خبر موثوق، والخبر الموثوق الذي وصلنا عن كيفية خلق الكون جاء في القرآن الكريم على نحوٍ غير مفصل كما في الآيات التالية:
"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" (الأنبياء:30)،
وقوله تعالى:
"قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" (فصلت:9-11).
وشرحت لها معنى الآيات وفهمنا أن السماء والأرض كانتا متصلتين ببعضهما البعض ثم فصلهما الله سبحانه وتعالى عن بعضهما وخلق بعد ذلك الماء، وأن السماء كانت عبارة عن دخان وسحب غازية.
وبعدها سألتها عن "هل تذكرين قصة آدم عليه السلام وقصة خلق الله له بيديه من الطين؟" (كنا قد تناولنا القصة سابقًا، وإن لم تكونوا قد أخبرتم صغاركم بها من قبل، فيكون هذا هو الموضع المناسب لذكرها). وتحدثنا عن ملخص لكيفية خلق آدم عليه السلام.
بعد ذلك انتقلت إلى التحدث عن نشأة الكون من المنظور العلمي فقلت لها:
حاول العلماء أن يصلوا لمعرفة كيفية نشوء الكون والحياة على سطح الأرض وبحثوا كثيرًا في هذا الأمر إلا إنهم لم يصلوا إلى نتيجة مؤكدة، وتوصل بعضهم إلى أنه في قديم الزمان كانت توجد مادة ما صغيرة جدًا وكثيفة جدًا وأنها انفجرت فجأة وتناثرت أجزاؤها في الأرجاء وكانت ساخنة جدًا جدًا، وهذه الأجزاء المتناثرة كانت تتجمع مع بعضها وتكون الكواكب والنجوم والشمس وأن أرضنا كانت قطعة من هذا الحطام المتناثر وكانت ساخنة جدًا ثم بردت وبدأ يتكون فيها الماء ثم ظهرت الحياة على الأرض.
وقد أطلق العلماء على ما حدث اسم (الانفجار العظيم)، لكن -وياللأسف- فقد اعتقد بعضهم أن هذا الكون وهذا الانفجار حدث هكذا (بالصدفة)!! وأن الشمس والنجوم والأرض والقمر وسائر الكواكب قد وُجدت هكذا وتكونت بالمصادفة نتيجة هذا الانفجار (مع ظهور علامات الدهشة على الوجه)! بالطبع تفاعلت الطفلة مع الكلام وأجابت أن هذا خطأ ويستحيل حدوث ذلك، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الأرض والسماوات وما فيهما.
فطلبت منها أن تحضر بعض المكعبات وقلت لها:
"ما احتمالية أن يُبنى برج رائع أو مبنى جميل من هذه المكعبات إذا قمت برميها هكذا على الأرض؟"
فقالت: "هذا مستحيل".
فأعدتُ عليها السؤال مرة أخرى، وأجابت هي بالاستحالة مرة أخرى. فطلبتُ منها أن تجرب ذلك. فألقت بالمكعبات وبالطبع لم يتكون شيء بل مجرد مكعبات متناثرة. فسألتها: "هل يمكن أن تعيدي المحاولة مرات أكثر فلربما نحصل على برج رائع في إحدى المحاولات؟" فقالت: "هذا شيء مستحيل، هذا جنون. لا يمكن أبدًا أن يتكون برج هكذا (بالصدفة) بمجرد رمي المكعبات!!".
أخبرتها بأن بعض العلماء يقولون بأن هذا الكون وكل ما فيه قد نشأ هكذا بالصدفة بدون خالق! فاستنكرت الكلام، وقالت إن ذلك "شيء لا يصدقه العقل" (اقتبستها من قصة "هل رأيتم مرة؟!") :)
تحدثنا في المواضع الدقيقة لكل شيء في الكون وأنه لو زاد بعد الأرض عن الشمس أو قل بمقدار ضئيل فإنه قد تصبح الأرض غير قابلة للحياة، وأن كل شيء في هذا الكون قد أُحكم بنظام دقيق جدًا، فهل يُعقل أن هذا كله نشأ بالصدفة كما يقولون؟!
أسهبنا في الحديث عن هذه النقطة، ثم ذكرت لها أننا كمسلين لدينا عقيدة راسخة بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق الذي خلق هذا الكون كله، وأننا حتى وإن كانت نظرية الانفجار العظيم صحيحة فإن الله سبحانه وتعالى هو من هيأ هذه الأسباب وهذا الانفجار ليخلق الكون والحياة.
ثانيًا: أسماء الله الحسنى
(الخالق - الخلاق - البارئ - المصور - العليّ - الأعلى - الأول):
كانت هذه مناسبة جيدة للحديث عن بعض من أسماء الله الحسنى (وكنا قد شرحنا بعضها من قبل في درس عن عيسى عليه السلام، يمكن الاطلاع عليه [مـــــن هـــــــنــــــا]).
استخدمت كتب: أسماء الله الحسنى من سلسلة أطفال المسلمين، وكتاب (أسماء الله الحسنى) من سفير.
تعرفنا على شرح الأسماء ومعناها. فالله سبحانه وتعالى
هو (الأول) الذي لا شيء قبله،
وهو (الخالق والخلاق) الذي خلق كل شيء في هذا الكون من العدم،
وهو سبحانه (البارئ) الذي أوجد المخلوقات وخلقها كما أراد دون مثالٍ سابق،
وهو (المصور) الذي خلق الإنسان وغيره من المخلوقات في أحسن صورة،
وهو عز وجل (الأعلى) الذي ليس فوقه شيء فهو في السماء على العرش استوى.
واستخدمنا أوراق عمل لتلوين اسم الله (الخالق) و(الأعلى) من المدونة الإنجليزية (Iman's Homeschool).
ويمكن الحصول على تلك الأوراق (مـــــن هــــــنــــــــا)
كما يمكنكم تنزيل بطاقات تلوين أسماء الله الحسنى مجانًا (من تصميمي)
ثالثاً: السور القرآنية التي على أسماء المخلوقات في الكون، والآيات التي ذكرت الأجرام السماوية:
طلبت من الطفلة أن تستذكر أسماء السور التي على أسماء الأجرام السماوية، فتذكرت بعض الأسماء. فطلبت منها أن تفتح فهرس المصحف وأن تحدد أسماء السور التي على أسماء الأجرام السماوية أو ما يخص الكون والفضاء. قامت بتحديد سور (النجم - القمر - التكوير - الانفطار - البروج - الطارق - الشمس).
أسماء بعض الصور واضحة الدلالة، لكني سألتها عن سبب اختيارها لسورتي التكوير والانفطار، فقالت بأن السورتين تتحدثان عن (انتهاء الكون) فابتسمتُ وقلت لها: نعم صحيح، فالنظام في الكون سوف ينفرط عقده عند قيام الساعة وسوف تموت الشمس وتتكور ويذهب ضياؤها، وكل هذا النظام سوف يتغير تمامًا [هي تحفظ تلك السور، ونحن عندما نحفظ سورة جديدة نقوم بشرح معانيها ولهذا فهي تذكر المعاني وبناء عليه اختارت تلك السور].
اخترت لها بعد ذلك بعض الآيات التي فيها ذكر صريح للنجوم والشمس والقمر؛ فقرأنا آيات سورة النجم المذكور فيها اسم نجم الشِعرى (للعلم: نجم الشعرى اليمانية هو ألمع نجم في السماء على الإطلاق وكان العرب قديما يستدلون به على الطريق إلى اليمن، ويمكنكم مشاهدة نجم الشعرى اليمانية في فصل الشتاء، وحاليًا (نهاية شهر فبراير وبداية شهر مارس) تجدونه لامعًا في منتصف السماء إلى الجهة الجنوبية بعد الغروب مباشرة). نجم الشعرى أضخم من الشمس بكثير، وأخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه هو خالق هذا النجم المتلألئ "وأنه هو ربُ الشِعرى".
قرأنا أيضًا آيات سورة يس التي تتحدث عن الشمس وحركتها وأطوار القمر: "وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (يس:37-40). وشرحنا معناها.
رابعًا: معجزة انشقاق القمر:
قرأنا بدايات سورة القمر والتي تثبت معجرة انشقاق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ورويت لها القصة أن المشركين في قريش ذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه معجزة يرونها بأعينهم ليؤمنوا على إثرها وطلبوا منه تحديد أن يدعو ربه ليشق لهم القمر نصفين، وبالفعل دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى فشق لهم القمر نصفين ورأوه بأعينهم ومع ذلك ظلوا على كفرهم وتكذيبهم له واتهموا النبي صلى الله عليه وسلم بالسِحر. وأنهم سألوا بعد ذلك بعض الأشخاص الذين كانوا مسافرين خارج مكة ليتأكدوا من الخبر وبالفعل ذكروا لهم ذلك.
وتكلمنا باختصار عن علامات الساعة الكبرى والصغرى، وأن انشقاق القمر من علامات الساعة الصغرى التي وقعت وانقضت.
خامسًا: الكسوف والخسوف والصلاة عند وقوعهما:
مر علينا في العام الماضي خسوفان للقمر وكسوف للشمس وقع في أمريكا وشاهدناه، وحينها تحدثنا عن ظاهرة الخسوف وماذا علينا كمسلمين أن نفعل عند حدوث تلك الظاهرة.
ثم رويت لها حديث الكسوف والخسوف والقصة التى حصلت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن ابنه إبراهيم عليه السلام مات، وكسفت الشمس يومئذ، وكان الناس قديمًا يعتقدون أن الشمس تكسف لموت شخص عظيم، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أزال تلك الخرافة وأخبرهم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وأنها لا تنكسف لموت شخص عظيم أو لولادة شخص مهم، وأن علينا أن نلجأ إلى الله تعالى ونسارع للصلاة لكي يكشف الله سبحانه وتعالى عنا ذلك. وسألتها: "فلنتخيل أن الشمس ظلت مكسوفة طوال العمر! هل يمكن للحياة أن تستمر؟" أجابت: "لا، لن نجد الدفء ولا الضياء ولن تنمو النباتات وبالتالي لن تأكل بقية الكائنات، والماء لن يتبخر و... و... و.... إلخ". فقلت لها: "ولذلك ندعو الله تعالى أن يرد إلينا الشمس مرة أخرى ولا يعذبنا بفقدانها، ونخاف أن تظل هكذا طوال العمر". وشرحت لها صفة صلاة الكسوف والخسوف.
سادسًا: الأبراج السماوية، والمنجمون، وقصة فتح عمورية
تناولت شرح هذا الجزء في أثناء الحديث عن الكوكبات النجمية. نعرف أن القدماء تخيلوا أشكالًا للنجوم، وجمعوا كل مجموعة من النجوم المتجاورة (ظاهريًا) في مجموعة وأطلقوا عليها اسمًا وأسموها كوكبة، وأن (دائرة البروج) هي المسار الذي تتخذه الشمس على مدار العام، فتمر على مجموعة من الكوكبات عددها 12 على مدار العام.
أخبرتها أن بعض الناس يعتقدون بأن الشمس والنجوم لها تأثير في حياة الناس وفي تصرفاتهم، وأن هناك أشخاص اسمهم (منجمون) يخدعون الناس ويزعمون أنهم يعرفون ما سيحدث لهم من خلال تواريخ ميلادهم ومن خلال مواقع النجوم. وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن من يذهب إلى هؤلاء الأشخاص الكذابين ويسألهم عما سيحدث له فإن يكون كافرًا بالله، وأن من يقرأ لكلامهم أو يستمع إليه فقط دون تصديق لا تقبل له صلاة مدة أربعين يومًا.
ثم أخبرتها بقصة فتح عمورية؛ وهي أن الروم أغاروا على بلدة بها مسلمون فقتلوا بعضهم وأسروا البعض الآخر فصاحت امرأة واستغاثت بالخليفة المعتصم وقالت: "وامعتصماه" فبلغ الخليفة كلامها فقال: "لبيكِ لبيكِ"، وجمع جيشه وقرر أن يسير به إلى مدينة عمورية ليفتحا ويذل ملك الروم وينقذ الأسرى المسلمين، فنصحه المنجمون بألا يسير بجيشه في هذا الوقت وبأن النجوم تخبرهم بأنه إن سار في هذا الوقت فسينهزم، لكن الخليفة المعتصم لم يعر كلامهم اهتمامًا وسار بجيشه ودخل عمورية بعد أن فتحها وعاد منتصرًا غانمًا، وهنا أنشد الشاعر أبو تمام شعرًا يذم فيه المنجمين وخرافاتهم. وقرأنا بعض الأبيات الشعرية الخاصة بتلك المناسبة وشرحناها:
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ *** في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ *** في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً *** بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لا في السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا *** صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ً *** لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولا غَرَبِ
عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ً *** عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ
وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ *** إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ
وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً *** مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ
وفيها يؤكد الشاعر أبو تمام على كذب وتلفيق المنجمين.
سابعًا: آيات التفكر في خلق الكون والسماوات والأرض
وقد بدأت الحديث عن هذه النقطة بالسؤال: "جنى! ماذا نفعل ونحن ننظر لهذا الكون وتلك النجوم والكواكب؟" قالت:
"نتأمل فيها ونقول: سبحان الله!"
فقلت لها: هيا لنقرأ معًا آيات جميلة من القرآن، وقرانا آيات سورة آل عمران:
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (آل عمران:190، 191).
كانت هذه هي النقاط التي قمت بتغطيتها في الجانب الديني والخاصة بوحدة الفضاء. أرجو أن ينتفع بها كل من يقرؤها.
يمكنكم الاطلاع على جميع الدروس الخاصة بـ(وحدة الفلك والفضاء)
من خلال (هـــــــذا الــــرابــــــــط)
ما شاء الله، موضوع قيم جدا جزاك الله خيرا
ردحذفبارك الله فيك
ردحذفماشاء الله 😍
ردحذفاللهم بارك
ردحذفجميل يا سهام
نفع الله بك
حبيبتي بارك الله فيك ونفع الله بيكي بس الروابط مش شغاله ليه؟
ردحذفعجز لساني عن التعبير انتي اكثر من رائعة لا أصدق ان ام تستطيع الإلمام بموضوع كما فعلتي، عند إبداع لا مثيل له أتمنى ان تبدعي اكثر واكثر من اجل اطفالك واطفال المسلمين، جزاك الله خيرا ❤❤❤❤❤
ردحذف