ورقة تلوين الـرمـوز الـفِلَسْـ𓂆ــطِينـيـة مع ملاحظات مهمة




وجدتها الورقة على أحد المواقع (دردشة للكتب)، فطبعتها للتلوين وللنقاش حول تلك الرموز.. لكن عندي بعض الملاحظات عليها.. وهناك شيء ما في قلبي ناحية أحد الرموز بالأخص، وسأذكرها لكم هنا في الأسفل قليلًا

اضغطوا على الصورة لحفظها أو طباعتها


في البداية أذكر لكم بعض الـرمـوز الـفِلَسْـ𓂆ــطِينـيـة الموجودة بالصورة، ويمكنكم البحث مع أطفالكم عن حكاية كل رمز:

- شجرة الزيتون >> وهي من أهم الرموز حيث ترمز للأصالة والعراقة، وتدل على اشتهار فِلَسْـ𓂆ــطِين بزراعة الزيتون

- مسجد قـبة الصـخرة >> بقبته الذهبية وهو يشير إلى وجود المسجد الأقصى في فِلَسْـ𓂆ــطِيـن

- زيت الزيتون وصابون زيت الزيتون >> الذي تشتهر به فِلَسْـ𓂆ــطِين وخاصة مدينة نابلس فهي أكثر الأماكن التى يُزرع فيها الزيتون، وفيها يُصنع الصابون النابلسي الشهير بزيت الزيتون

- الـبـطـيـخ >> وله حكاية طويلة ملخصها أنه كان محظورًا رفع العلم الفِلَسْـ𓂆ــطِيني، فاتخذ الناس البطيخ رمزًا للعلم بألوانه التي تماثل ألوان العلم الفِلَسْـ𓂆ــطِيني نفسه

- الكنافة النابلسية >> التي تشتهر بها نـابـلـس أيضًا

- البرتقال >> الذي تشتهر به يــافــا >> وقرأنا كثيرًا عن يافا وتاريخها على مدار العصور وكيف كانت مطمعًا لكل الغزاة، وأن اليهود حاليًا جعلوها تـل أبـيـب

- الـمـلعقـة >> التي أصبحت مؤخرًا رمزًا للمقـاومـة والأمل عندما استخدمها الأســـرى لحفر نفق الهروب للحرية

- أزهار الياسمين وحارة الياسمين وتاريخها في النضال

- أزهار شقائق النعمان أو كما يسميها الفلسطينيون (الدحنون)

- الـكـوفــيـــة ودلالات النقوش عليها


- التطريز الفِلَسْـ𓂆ــطِيني والعباءة الفِلَسْـ𓂆ــطِينيـة أو الثوب التقليدي للمرأة في فلسطين، واختلاف النقوش من مدينة إلى أخرى


- الرمان وقرأنا عن أنواعه التي تنمو في فِلَسْـ𓂆ــطِين

- الصبر (الصبار أو التين الشوكي) وما يرمز له 

- وبالطبع خريطة فِلَسْـ𓂆ــطِيـن

- ومؤخرًا سنضيف رمز الـمـثـلـث  

=====================

هناك رموز أخرى شهيرة غير موجودة في الصورة وتكلمت عنها مع الصغار، مثل: الفتى (حــنــظــلة) و(المـقـلاع) و(المـفتـاح)

=====================

وأظنها ستكون مفيدة للحديث مع الأطفال عن تلك الرموز وعلاقتها بالقضية الفلسطينية~

=====================


لكن هناك ملحوظة مهمة وخطيرة جدًا أود التنبيه عليها

- في البداية، لا أحب أن أسيء الظن بأحد ودائمًا أحمل الأمور على محملٍ طيب، ولكن هناك بعض الأمور التي لا يمكن التغاضي عنها حتى وإن كانت غير مقصودة؛ بل يجب التنبيه إليها وعليها وشرحها ونقدها وتفنيدها.

- ثانيًا، حتى وإن وجدت أخطاء وملاحظات في الكتب والقصص وأوراق العمل، فإنني أستغلها لشرح الموضوع وتكون فرصة جيدة للتنبيه على الأخطاء.. بدلًا من نبذ الكتاب أو القصة بالكلية. وهذه الطريقة أتبعها مع أولادي منذ صغرهم، ولا يشترط أن يكونوا في أعمار كبيرة.. ونقول: نؤجل الكلام إلى حين يكبرون.. بل الواجب التنبيه على الأخطاء وشرحها وتفنيدها لهم.. فالحياة الواقعية ليست يوتوبيا خالية من الأخطاء.. بل الأخطاء والشرور محيطة بهم من كل اتجاه وعلينا تنبيههم إليها أولًا بأول.

- كما لاحظتم، فإن أكثر ما لفت انتباهي في ورقة التلوين >> البنت التي ترتدي الثوب المطرز بالتطريز الفلسطيني، ووقفتها الغريبة التي تشبه تمامًا (يسوع المصلوب) في عقيدة النصارى.

- نفس الوقفة والرأس المائلة والشعر المتدلي للأمام وكلها لها دلالات ومعاني في العقيدة النصرانية


- طيب ماذا فعلت؟
سألت البنات: هل تلاحظون شيئًا في الورقة؟
قالوا: فيها ذوات أرواح.. فيها رقص.. فيها نساء ورجال يرقصون مع بعض.. فيها نساء بدون حجاب..
قلت لهم: هذه كلها ملاحظات جيدة؛ لكن هناك شيء غريب ومريب أكثر من ذلك.. رسمة تشبه شيئًا ما.. اممممم؟
حينها قالوا: تقصدين هذه البنت؟ (ويبدوا أنهم فهموا ما ألمح إليه) فقالوا: يا ماما هي ترينا فقط عباءتها الجميلة
قلت لهم: لا.. لم أرتح أبدًا لهذه الصورة بهذا الشكل وبهذه الطريقة.. ويبدو أنكم فهمتم بالفعل ما أشير إليه

- تحدثت بعدها معهم وشرحت لهم الأمر، ضمن النقاط التالية:
- تعرفون أن نبي الله عيسى عليه السلام وُلد في أرض فِلَسْـ𓂆ــطِيـن، وقد عاشت السيدة مريم قبل ذلك في بيت المقدس وتعبدت هناك

- ثم هاجرت بابنها إلى أرض مصر إلى أن شبَّ فعادوا مرة أخرى إلى أرض فِلَسْـ𓂆ــطِيـن، وهناك دعا نبي الله عيسى عليه السلام الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له

- لكن الـيهود -كعادتهم- أرادوا قتله وسعوا إلى ذلك بكل طريقة ممكنة إلى أن جاء أحد الأشخاص ودلهم على مكانه، لكن الله سبحانه وتعالى رفعه إليه إلى السماء وألقى شبهه على ذلك الشخص الذي دل عليه، ولم يُقتل ولم يُصلب عليه السلام، كما قال تعالى:
{{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}}

- لكن النصارى ومع تعاقب العصور، حرفوا دينهم وبدلوه واعتقدوا في عيسى عليه السلام اعتقادات خاطئة فقالوا عنه إله أو نصف إله أو ابن إله وغيرها

- بل إنهم اعتقدوا أن المسيح عليه السلام قد صُلب بالفعل، وزعموا أنه بذلك قد خلص البشرية من الخطيئة التي ارتكبها آدم، بل ومن الخطايا كلها

- وأصبحت العقيدة النصرانية تقوم على هذا الاعتقاد، وأصبحت كل النظريات النصرانية عن الله، وعن الخليقة، وعن الخطيئة، وعن الموت تستمد محورها من يسوع المصلوب (ابن الإله -بزعمهم- الذي نزل ليخلص البشر من الخطايا).. وبدون هذه الحادثة تنهدم العقيدة النصرانية تمامًا من أساسها.

- نحن -المسلمين- نعتقد أن عيسى عليه السلام عبد الله ونبيه.. رفعه الله إلى السماء، وأنه من علامات الساعة، وسينزل قبل يوم القيامة ويصلي خلف المهدي، ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية، ويقاتل الدجال ويقتله.

- إذن المسيح عليه السلام سيكسر الصليب الذي تعظمه النصارى وهذا دليل وإشارة على بطلان دين النصارى، ويصلي خلف المهدي لأنه لم ينزل ويأت بشرع جديد، وإنما بدين الإسلام فيقف مأمومًا خلف المهدي

- طيب نعود للرسمة الموجودة بورقة التلوين وعلاقة ذلك بفِلَسْـ𓂆ــطِيـن
قلنا أن المسيح عليه السلام وُلد هناك، والنصارى يعتقدون أنه صلب هناك أيضًا.. وهناك كنيستان مشهورتان بفِلَسْـ𓂆ــطِيـن هما (كنيسة المهد) و(كنيسة القيامة) وهي من الأماكن المقدسة لدى النصارى ويعتقدون أن المسيح وُلد في مكان إحداها وصُلب في مكان الأخرى.

- ولذلك، جاءت الحملات الصليبية في القرون الوسطى لتسيطر على فِلَسْـ𓂆ــطِيـن والقـ𓂆ـدس وارتكبوا هناك الفظائع قبل أن يخرجوا منها في نهاية المطاف مدحورين.

- في ورقة التلوين>> ربما تكون صورة البنت إشارة إلى الصليب وإلى يسوع المصلوب بدلًا من وضع صورة صريحة للصليب وعلاقة ذلك بفِلَسْـ𓂆ــطِيـن

- وربما لا تشير إلى ذلك وتكون غير مقصودة، ولكن مع ذلك لا بد من التنبيه على الأمر، لأنه ملاحظ وواضح

====================

الملاحظات الأخرى -كما تفضلتم- خاصة بالرقص المختلط والتلامس بين الذكور والإناث، وهي موجودة بالفعل لكن لا بد أيضًا من التنبيه عليها وأن ذلك لا يجوز أبدًا.

   ووردني هذا التعليق على هذه الملحوظة:    
موضوع الحجاب ده اعتقد ان دول اطفال ليه هيبقو لابسين حجاب !! والرقص برضه كذلك !
يعني هو الاختلاط في سن ست سبع سنين حرام ؟!

      والرد أنه:       
أولًا: الرسوم الظاهرة في الصورة ليست لأطفال وإنما لرجال ونساء كبار (والدليل: شارب أحد الرجال).
ثانيًا: وعلى اعتبار أنهم أطفال، وفي سن ست أو سبع سنين.. فالجواب أيضًا أنه بالتأكيد لا يجوز الاختلاط بينهم.. ولا الرقص المختلط بهذه الطريقة مثل ما بيحصل في الحضانات والبنت تمسك يد الولد ويرقصون مع بعضه>> هذا غير مقبول إطلاقًا
الطفل في عمر ست وسبع سنين يعتبر في سن تمييز .. طفلٌ واعٍ ومدرك
وكما قال قائلهم:
وينشأ ناشئُ الفتيان فينا .. على ما كان عوّدهُ أبوه

ثالثًا: بخلاف هذه الورقة؛ ففي الحقيقة بالفعل على أرض الواقع يوجد الكثير من فرق الدبكة المختلطة التي تضم نساءً ورجالًا يرقصون مع بعضهم البعض ويتلامسون ويحتضون بعضهم، ويتم تمجيد هذا الأمر على أنه رقصة شعبية فلسطينية تراثية وهيا بنا نرفع القبعة ونفتخر بالتراث>> وهذا خطأ بالتأكيد ولا يجوز ولذلك وجب التنبيه عليه

أما بخصوص الملحوظة عن صورة (قبة الصخرة) ولماذا لا يوجد المسجد الأقصى بحدوده الكاملة المعروفة؟ >> فدعونا لا نقف كثيرًا عند هذه الملحوظة فهي لا بأس بها لأنه في الغالب يتم الإشارة بالجزء إلى الكل؛ وخاصة أن عمارة مسجد قبة الصخرة وشكله مميز جدًا ويسهل التعرف إليه، والحمد لله فإن الوعي قد انتشر بين أغلب الناس بأن مسجد قبة الصخرة جزء من المسجد الأقصى، وأصبحت معلومة معروفة للقاصي والداني بفضل الله.

===================

 وكما رأيتم فرسمة صغيرة قد تكون ذات دلالات خطيرة.. ونفتح لأجلها حوارًا مطولًا..


===================

    وهذا تساؤل آخر ورد كتعليق:    

مانجيب رسمه تانيه بكل بساطه ليه التفاصيل الكتيرة دي في حاجه أصلا مش منتشرة وننشرها ونحللها ولأطفال حسب أعمارهم هيتبسطو بالتلوين والمعلومات المهمة ف البداية اللي مناسبه يعرفوها

        وإجابتي كالتالي:        

توجد عدة سيناريوهات للرد على تساؤلك واستنكارك لهذه الضجة والبلبلة، وللتعامل عمومًا مع مثل هذه المواضيع.. وكل واحد يختار ما يناسبه منها:

1) معاكي حق طبعًا.. بلا وجع قلب.. أنا لسه هاعلم العيال عقيدة!.. فيه حاجات أهم من كده بكتير.. بلاه الموضوع ده.. خلينا في حاجة نافعة!

2) ليه أعرض حاجات زي كده على الأطفال أصلا؟! ((مانجيب رسمه تانيه بكل بساطه)).. كلامك دا معناه>> نمنعهم من التعرض لأي مخالفات.. لما نلاقي رسوم زي كده في أوراق العمل والقصص نبعد عنها.. لما نلاقي كتب فيها صلبان نخفيها عنهم.. لما نفتح كتاب المدرسة ونلاقي صليب جنب الهلال نلزق عليه لاصق ونخفيه.. لما نمشي في الشارع ونلاقي كنيسة أعلاها صليب وعلى شبابيكها وجدرانها صلبان نكون عاملين حسابنا في منديل نغطي بيه عيون الطفل لغاية ما نمر بسلام.. ونعزل الطفل في فقاعة بعيدة عن الواقع

3) ((ليه التفاصيل الكتيرة دي في حاجه أصلا مش منتشرة وننشرها ونحللها)) >> إزاي مش منتشرة؟! والكلام ليس عن هذه الرسمة بعينها .. انظري إلى أي خريطة مصورة منتشرة حاليًا لفلسطين.. هتلاقي كلها عليها الصليب.. وليس الكلام أيضًا عن الصليب فقط، وإنما يشمل أي مخالفة نجدها في الكتب وأوراق العمل والقصص والكرتون الذي يشاهده الأطفال والألعاب الإلكترونية التي يلعبونها وكل شيء بلا مبالغة يحيط بهم فيه أشياء مخالفة.. فهل نغض الطرف عنها؟! كل هذه المخالفات تُمرر إلى الطفل سواء بشكل مقصود وصريح أو بشكل غير صريح..

أكيد لن نغض الطرف عنها.. والواجب تعليم الأطفال عقيدتهم الصحيحة، والتفاصيل تكون بحسب عمر الطفل..

أزيدك من البيت شعرًا>> قدمت في الأيام السابقة ورشة للأطفال عن المسجد الأقصى ومعالمه وأهميته وغيرها>> وكانت الورشة مدعمة بصور حقيقية للمسجد الأقصى والأبواب والمآذن>> المهم أن إحدى الصور لمئذنة المسجد الأقصى كان يظهر فيها الصليب على أعلى كنيسة بجوار المسجد.. وبالفعل سأل الأطفال عن هذا الصليب وليه موجود هناك؟>> ماذا ستفعلين حينها؟ كيف ستردين؟>> وهذه كانت صورة واقعية بالفعل.. فهل المفروض نخفي عن الأطفال الحقيقة؟ وبلاش التفاصيل الكتيرة دي؟!


================

           وكلمة أخيرة...              

عمومًا الموضوع منتشر، ولا يخص هذه الرسمة فقط.. يعني خرائط فلسطين المصورة المنتشرة حاليًا للطباعة يوجد عليها رسوم كثيرة لكنائس وصلبان، لأنه بالفعل يوجد كنائس كثيرة في فلسطين وخاصة بمدينة بيت لحم مثل ما أوضحت سابقًا.. فالكلام -إذن- عام ويشمل أي رسمة أو أي مخالفة أو أي خريطة أو صورة نقابلها لفلسطين وتحتوي على هذه الرموز أو المخالفات.