تعليم الوضوء للأطفال (قصة: ليلة في القطار)

ليلة في القطار.. هذا هو عنوان القصة التي قرأتها بالأمس للأطفال في ورشة الحكي الشتوية التي أقيمها لهم بالحديقة.

القصة كانت عندي من أيام معرض الكتاب (يعني منذ قرابة العام)، ومع الأسف لم أقرأها من قبل إلا قبل الورشة بيوم بناءً على ترشيح البنات بأنها جميلة ومناسبة للورشة.

وبالفعل، قصة جميلة عن

أهمية الوضوء وخطواته وفضائله وعظيم ثوابه.

تحكي عن الصبي (داوود) الذي يذهب مع جده لقضاء عطلة نهاية الأسبوع عند صديق جده الذي لم يره منذ سنوات عديدة. كان يومًا شتويًا والماء بارد، والسخان معطل، لكنّ (داوود) كان عليه أن يتجهز ليلحق بالقطار.

ثم تدور الأحداث بين داوود وجده في القطار، ويُعلمه جده فضل وأهمية الوضوء، والآثار المترتبة على الوضوء يوم القيامة.

==================

توقفنا عند كل صفحة من صفحات القصة للنقاش واستعراض مواقف الصغار:

- بداية من الماء البارد هذه الأيام وماذا يفعلون عند الاستيقاظ في الصباح، وماذا يفعلون إن لم يكن هناك ماء ساخن بالسخان. وأخبرتهم كذلك عن ذكرياتي مع الوضوء بالماء البارد جدًا لصلاة الفجر أيام المدينة الجامعية وعدم وجود سخان لتسخين الماء، وكيف كان الماء ينزل من الصنبور شديد البرودة.

- تحدثنا أيضًا عن الاستعداد للسفر وما الذي يأخذونه معهم في الحقيبة، وكيف يقضون وقتهم أثناء السفر الطويل؟

داوود كان يقضي وقته في الرسم والتلوين، ولعب ألعاب تنمية المهارات (مكعب روبيك)، وقراءة الكتب، ولعب ألعاب حركية (كما ظهر بالرسم).

سألتهم هل تفعلون مثل داوود >> وأغلبهم قالوا: لا لا.. نحب اللعب بالموبايل والتاب

- تحدثنا عن السفر بالقطار، وهل ركبوا قطارًا من قبل؟ الأغلبية لم يركبوا قطارًا من قبل.. بعضهم ركب قطار المناسك أثناء تأدية فريضة الحج في السعودية.

أخبرتهم أني ركبت قطارًا في سفر طويل مثل (داوود) عندما ذهبت في رحلة إلى الأقصر وأسوان، وقضينا ليلة -مثل داوود- في القطار.

- تحدثنا عن الفكرة التي اقترحها (داوود) على جده كي يتعرف عليه صديقه بسهولة في المحطة >> وهي كتابة الاسم على لوحة كبيرة، وأننا نراها بالفعل في أثناء السفر في المطارات.. نجد بعض الناس يحملون لوحة كبيرة عليها اسم أحد الأشخاص ليستدلوا على بعضهم بسهولة.

- ثم تحدثنا كثيرًا جدًا بالطبع عن الوضوء وكيفيته وفضله، وشرحنا حديث (إن أمتي يأتون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء).

اتفقنا أن يحافظوا دومًا على وضوئهم، وأخبرتهم بحديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه سيعرفنا إن شاء الله يوم القيامة مع أنه لم يرنا من قبل.. سيتعرف علينا بأثر الوضوء كما في الحديث أنه أصحابه صلى الله عليه وسلم سألوه:

"كيفَ تَعْرِفُ مَن لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِن أُمَّتِكَ يا رَسولَ اللهِ؟، فقالَ: أرَأَيْتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بَلَى، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ".

- طبعت لهم أوراق خطوات الوضوء للتلوين والتعرف عليها وحفظها بالتريب كي ينتبهوا إليها ويطبقوها فيما بعد ويحتفظوا بالورقة بعد التلوين.

- وكذلك في نشاط الرسم الذي يتشاركون فيه بعد الانتهاء من القصة ومناقشتها، رسموا قطارات مختلفة الأشكال والأنواع والألوان مثل القطار الذي استقله داوود وجده.

- نقطة أخرى تحدثت فيها معهم وهي ثواب وفضل (الحب في الله)، وكيف أن الجد سافر ليزور هذا الصديق الذي لم يقابله منذ عشرات السنوات، لا لشيء إلا لأنه يحبه في الله. كما في الحديث: "أنَّ رَجُلًا زارَ أخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأرْصَدَ اللَّهُ له علَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أتَى عليه، قالَ: أيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُ أخًا لي في هذِه القَرْيَةِ، قالَ: هلْ لكَ عليه مِن نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فإنِّي رَسولُ اللهِ إلَيْكَ بأنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّكَ كما أحْبَبْتَهُ فِيهِ".

أنشطة إضافية على القصة:

- طبعت أوراق عمل مجانية عن الوضوء من

مدونة رياض الجنة من >> (هــنـــا) ،

وقصصناها وألصقناها على لوحة (مطوية).

تعرفنا من خلالها على معنى الوضوء، الأسباب التي تدفع المسلم للوضوء، والأحوال والأوقات والأعمال التي يجب أن يتوضأ المسلم لأجل القيام بها.

تعرفنا كذلك على فرائض الوضوء وسننه، وخطوات الوضوء بالتفصيل، وكذلك الأذكار التي نقولها بعد الوضوء.

- قرأنا كتابًا في (فقه الطهارة) مخصص للأطفال، وهو كتاب جميل وسلس، يشرح الطهارة والنجاسات وكيفية إزالة النجاسات، وأنواع الماء، ثم الوضوء وشرحه بالتفصيل، ثم التيمم.

الكتاب اسمه (الطهارة) من سلسلة (أحكام العبادات في الفقه الإسلامي)

للدكتور/ وهبة الزحيلي.